تاريخ الشعر

الشعر منذ فجر التاريخ

تاريخ الشعر

على مر التاريخ ، كان الشعر رمزا هاما للانسان . وكانت أهمية الشعر كمؤشر على الجنس والحالة الاجتماعية والدينية والمهنية كبيرة ، كما هي الملابس والمجوهرات والوشم والأسلحة وحتى التيجان . أهمية الشعر تعود على الأقل لزمن العصر الحجري الحديث . قبل سنوات ، تم العثور على جثة رجل مجمدة في نهر جليدي بالقرب من الحدود النمساوية الإيطالية ، لأنه بدا وكأنه إنسان معاصر ، كان يعتقد لأول مرة أنه توفي قبل بضع سنوات فقط . بعد دراسة كل من ملابسه والادوات المحيطه به ، خلص علماء الآثار ان الجثة قد تم تجميدها لأكثر من خمسة آلاف سنة . اهم ما وجد في الجثة محافظ عليه عبر هذا الزمن الطويل هو الشعر . ومن المرجح أن هذا الرجل من العصر الحجري الحديث قد قام بقص شعره بالطريقة المعتادة في زمنه فقد وجد الشعر مقصوص على طول ثلاثة ونصف البوصة ، كما تم تهذيب اللحية .

الشعر عند القدماء

أقدم نص طبي معروف مكتوب على ملفوفة من البردي من الحقبة الفرعونية . وتشمل العلاجات المنصوص عليها في البردية مرهم لاستعادة الشعر المفقود ، تم صنع المرهم من كميات متساوية من دهون التماسيح وروث فرس النهر . الطبيب الذي كتب النص أوصى بفرك كمية من المرهم على الجلد الأصلع من فروة الرأس .

الشعر عند الاغريق

الطبيب اليوناني القديم أبقراط ، أقر وجود صلة ما بين الأعضاء الجنسية والصلع . يعتبر أبقراط أول من سجل ملاحظة أن الخصي ( الرجل المخصي قبل سن البلوغ ) لم يصبح أصلع . حفز الصلع الذي أصيب به أبقراط اهتماماته البحثية لفهم طبيعة تساقط الشعر . وكانت له وصفة طبية لمنع تساقط الشعر وهي عبارة عن خليط من الكمون وفضلات الحمام، والفجل ، ونبات القراص ، وتستخدم على فروة الرأس .عادة ما يشار الى المنطقة الممتدة من خلفة الرأس الى الاجناب ( وهي المنطقة التي يصعب حدوث تساقط كبير للشعر فيها ولا تصاب بالصلع ) باكليل أبقراط .

الشعر عند الاسيويين

لقد كان الشعر أيضا رمزا هاما لأتباع الأديان الأسيوية . حلق الرهبان البوذيين رؤوسهم تماما . حلق محاربي الساموراي اليابانيين الجبهة وأعلى الرأس وقاموا بعمل ضفيرة من الشعر للشعر الخلفي للرأس . وكان للصينيين قديما قصة شعر ومظهر معين للشعر يحدد ما اذا كان الشخص عبدا لاحد الاسياد او الامبراطور .

الشعر في العصر الحديث

اليوم ، لا يزال الشعر جزء مهم من جسم الانسان يعبر من خلاله عن شخصيته وذاته ، ويمكن أن يكون بمثابة رمز لموقف اجتماعي معين ، ثقافة معينة ، او يعبر الشعر عن دين المرء . الشعر، أو عدم وجوده ، له أهمية كبيرة للمطربين ، والرهبان ، معتنقي اديان او مذاهب معينة ، اليهود الأرثوذكس ، السيخ ، الصوفية ، والبوذيين والهندوس . الشعر مهم لدينا لانه يحدد هويتنا الذاتية ، لكل من الرجال والنساء ، بل هو رمز عالمي للشباب .

حالة الشعر مؤشر هام يحدد من خلاله العمر ، والحالة العامة للجسم ، وحتى الصحة . المؤشرات الأخرى قد تكون مثل حالة الجلد ، والتناسق العضلي ، لمعان العين ، ولكن مثل هذه المؤشرات قد تكون مخاتلة لان الجلد مثلا يختفى تحت الملابس والعين لا يمكن ملاحظتها من بعيد . الشعر، على العكس ، عادة ما يكون على مرأى من الجميع . هناك ردود افعال اجتماعية قد تنجم إذا كان شعر المرء اشيب أو ان يكون المرء أصلع . قد ينتج انطباع اولي من مظهر الشعر للشخص يؤثر سلبا على حياته ، مثل ما إذا كان الشخص يصلح للانضمام لمؤسسة عسكرية او امنية ، البعض يشككوا في قدرة الانجاب بناءا على الصلع ،وقد يتم استبعادك من عمل تتقدم له بناءا على مظهرك . مازال الشعر دليلا رئيسيا على صحة المرء ، ومؤشرا مهما على الشباب والحيوية .